“لا تتوقعوا جسرا جويا على غرار كابل”.. واشنطن تدعو رعاياها لمغادرة إثيوبيا فورا

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس (رويترز)

دعت الولايات المتحدة مواطنيها لمغادرة إثيوبيا على الفور وسط تخوفها من امتداد الحرب بين القوات الحكومية وقوات (جبهة تيغراي) نحو العاصمة أديس أبابا.

وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه ينبغي على الأمريكيين ترك إثيوبيا على الفور وألا يعرضوا أنفسهم لخطر الحصار في حال امتداد الحرب للعاصمة.

وأضاف أنه ينبغي على حاملي جوازات السفر الأمريكية ألا يتوقعوا جسرًا جويًا على غرار ما حدث في العاصمة الأفغانية كابل بعد سيطرة طالبان على البلاد، بحسب تصريح أدلى به لموقع (أكسيوس) الأمريكي.

وأردف أن “هذا لن يحدث وعملية الانسحاب وإجلاء المواطنين من أفغانستان كانت وضعًا فريدًا واستثنائيًا”.

وتابع “هناك رحلات تغادر يوميًا بسعة مريحة، والتمويل متاح من خلال سفارة الولايات المتحدة للأمريكيين الذين لا يستطيعون شراء التذاكر”.

واستدرك قائلًا “هناك احتمال أن يصل الصراع إلى أديس أبابا وحينها لن تتمكن الشركات التجارية من تسيير رحلات”، لافتًا إلى وجود “عدد كبير من حاملي جوازات السفر الأمريكية في العاصمة الإثيوبية، ومعظمهم من حاملي الجنسية المزدوجة”.

تواصل المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلي تيغراي (الأناضول- أرشيف)

استمرار المعارك

ويستمر القتال بين القوات الحكومية وجبهة تحرير تيغراي وفصائل مسلحة أخرى متحالفة معها في مناطق بإقليمي أمهرة وعفر المتاخمين لتيغراي.

ووفق مراسل الجزيرة، فإن وتيرة المواجهات زادت للسيطرة على الطرق الإستراتيجية على طول جبهات إقليمي أمهرة وعفر، وامتدت إلى تخوم محافظة (شوا).

وفي شمال شرقي إثيوبيا، أعلنت القوات الخاصة بإقليم عفر عن تصديها لهجمات مسلحي تيغراي على بلدة ميللي المشرفة على ممر حيوي بين ميناء جيبوتي وأديس أبابا.

وقال حيات عليّ مسؤول الدعم اللوجستي بقوات إقليم عفر الخاصة إن مسلحي تيغراي يسعون للسيطرة على طريق ميناء جيبوتي بهدف تعزيز وضعهم التفاوضي وممارسة الضغط على الحكومة المركزية.

وأشار المسؤول العسكري إلى أن القوات العفرية تحمل ما وصفها بـ “مسؤولية أخلاقية ووطنية تجاه الشعب الإثيوبي”، في حماية هذا الممر.

وكانت جبهة تيغراي هددت مؤخرًا بالزحف نحو أديس أبابا من مواقعها المتقدمة على مسافة 400 كيلومتر من العاصمة، سعيًا لإسقاط حكومة آبي أحمد التي تحكم البلاد من 2018.

وفي المقابل، تعهد أحمد بالتصدي لهجوم جبهة تيغراي وحلفائها، ودعا السكان لحمل السلاح للدفاع عن العاصمة، وسط ضربات جوية استهدفت مواقع للجبهة في تيغراي ومناطق مجاورة.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد دعا مواطنيه لحمل السلاح للدفاع عن العاصمة (غيتي)

نحو ألف معتقل

وأعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن ألف شخص غالبيتهم من إقليم تيغراي اعتقلوا في إثيوبيا منذ فرضت السلطات حالة الطوارئ في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقالت الناطقة باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان (ليز ثروسيل) خلال مؤتمر صحفي في جنيف “نشعر بالقلق جراء تواصل الاعتقالات الأسبوع الماضي”.

وأشارت المتحدثة إلى أن “هذا التطور مثير للقلق البالغ وخاصة أن معظم المعتقلين قد يكونون من تيغراي”.

وأضافت “وفقًا للتقارير، اعتقل ما لا يقل عن ألف شخص، وتحدثت بعض التقارير عن أعداد أعلى من ذلك بكثير”.

وحول وضع موظفي الأمم المتحدة المحليين على وجه التحديد، أوضحت “ما يزال 10 أشخاص محتجزين بالإضافة إلى حوالي 34 سائقًا” يعملون لصالح المنظمة.

من جهته جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته للإفراج الفوري عن هؤلاء الموظفين.

وبحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة، فإن “ظروف التوقيف سيئة بشكل عام، حيث يحتجز العديد من المعتقلين في مراكز شرطة مكتظة، ما يشكل انتهاكًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات