إثيوبيا تطالب بالتحقيق مع مدير عام منظمة الصحة العالمية.. ما السبب؟

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (رويترز)

طالبت إثيوبيا منظمة الصحة العالمية بالتحقيق مع مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لنشره “معلومات مضللة” و”إساءة التصرف” على خلفية مواقفه بشأن النزاع الدائر في مسقط رأسه تيغراي، متهمة إياه بدعم المتمردين في المنطقة.

وهذا الأسبوع وصف تيدروس الذي يعد الشخصية الدولية الأبرز المتحدرة من تيغراي الظروف في هذه المنطقة بأنها “جحيم”، قائلا إن الحكومة الإثيوبية تمنع وصول الأدوية والمساعدات المنقذة للحياة إلى السكان هناك.

واعتبرت أديس أبابا أن تعليقات تيدروس تهدد نزاهة منظمة الصحة العالمية ودعت إلى التحقيق معه في “إساءة التصرف وانتهاك مسؤوليته المهنية والقانونية”.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في وقت متأخر، أمس الخميس، إنها وجهت رسالة إلى المنظمة الصحية الأممية أوضحت فيها أن تيدروس “يتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، بما في ذلك علاقاتها مع إريتريا”.

 

واتهمته الحكومة بدعم جبهة تحرير شعب تيغراي المصنفة “إرهابية” في إثيوبيا وخصمها في الحرب المستمرة منذ 14 شهرا شمال البلاد.

وطلبت الوزارة من المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق في سوء السلوك المزعوم من جانب المدير العام والتقصير في أداء واجبه المهني.

ولم ترد منظمة الصحة العالمية أو غيبريسوس على مزاعم وزارة الخارجية الإثيوبية.

وأسفرت المعارك عن مقتل الآلاف ودفع الكثيرين إلى حافة المجاعة.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، ذكرت الأمم المتحدة أن 108 مدنيين على الأقل قتلوا في غارات جوية في تيغراي منذ بداية هذا العام.

وقالت الخارجية الإثيوبية إن تيدروس “نشر معلومات مضللة ضارة وعرّض سمعة منظمة الصحة العالمية واستقلاليتها ومصداقيتها للخطر وفق ما ظهر في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤيد بشكل علني الإرهاب الذي ترتكبه جبهة تحرير شعب تيغراي ضد الشعب الإثيوبي”.

واحتجت البعثة الإثيوبية لدى الأمم المتحدة أيضا على تصريحات تيدروس ودعته إلى النأي بنفسه “عن كل الأمور التي تتعلق بإثيوبيا”.

وقالت البعثة “الموظفون الحزبيون والأشخاص الموجهون شخصيا وسياسيا الذين لا يقومون بأداء وظيفتهم العالمية، يعيقون العمل الأساسي لوكالات الأمم المتحدة”.

والأربعاء الماضي، عدّ تيدروس القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى تيغراي التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها حصار بحكم الأمر الواقع، بأنها “إهانة لإنسانيتنا”.

وقال للصحفيين إنه “أمر مروع للغاية ويفوق الخيال في هذا الوقت، في القرن الحادي والعشرين، عندما تحرم الحكومة شعبها لأكثر من عام من الغذاء والدواء وباقي الأمور الأساسية للبقاء على قيد الحياة”.

من ناحية أخرى، أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، أن حصصه الأخيرة المتبقية من الأغذية للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية والبالغين المتضورين جوعا في شمال إثيوبيا بدأت تنفد، وقال إنه غير قادر على إيصال المساعدات إلى إقليم تيغراي منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب اشتداد المعارك.

ويقدر البرنامج بأن هناك نحو 4.9 مليون شخص في تيغراي وأقاليم مجاورة في حاجة إلى مساعدات غذائية.

وحمّلت أديس أبابا، الجمعة، جبهة تحرير شعب تيغراي مسؤولية الحصار، متهمة المتمردين بإغلاق ممرات إنسانية مهمة في معقلهم في تيغراي.

ودعت المجتمع الدولي إلى “محاسبة جبهة تحرير شعب تيغراي على جريمة تجويع الناس في تيغراي”.

وتقاتل القوات الإثيوبية وحلفاؤها جبهةَ تيغراي، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قواته لاخضاع الإقليم بعد اتهامه المتمردين بمهاجمة معسكرات للجيش.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها تيدروس -أول أفريقي يترأس منظمة الصحة العالمية- غضب إثيوبيا بسبب تصريحاته بشأن الحرب، ففي بداية النزاع اتهمه قائد الجيش الإثيوبي برهانو جولا بمساعدة جبهة تحرير شعب تيغراي في الحصول على أسلحة.

وينفي مدير عام منظمة الصحة العالمية هذه المزاعم، مشددًا على أنه “يقف إلى جانب السلام”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات