“لن ننتظر إلى ما لا نهاية”.. إثيوبيا: على السودان ومصر عدم التمسك بموقفهما من سد النهضة

وسط اعتراضات القاهرة والخرطوم.. إثيوبيا تبلغ مصر ببدء الملء الثاني لخزان سد النهضة (مواقع التواصل)

دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية في إثيوبيا (رضوان حسين) السودان ومصر إلى عدم التمسك بموقفهما في قضية سد النهضة الذي تبنيه بلاده منذ نحو 10 سنوات وسط خلافات.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية، أمس السبت، في ظل جمود المفاوضات الثلاثية برئاسة الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وتصر كل من مصر والسودان على توقيع اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء السد وتشغيله، خشية أن يؤثر على حصصهما التاريخية من مياه نهر النيل، وهو تأثير محتمل لا تتوقع أديس أبابا حدوثه، باعتبار أن سدها للتنمية وليس للضرر.

وقال الوزير الإثيوبي “المسألة العالقة من وجهة نظر مصر هي الطلب من إثيوبيا إطلاق المياه من السد إذا حصل جفاف ما”.

وأضاف “هذا يعني حتى إذا لم تهطل الأمطار في إثيوبيا عليها أن تطلق المياه من السد (لمصر) ما معنى هذا المنطق؟”.

سد النهضة (وكالة الأنباء الإثيوبية)

طرف ثالث

وبشأن الخرطوم، قال رضوان حسين “أبلغنا السودان أننا مستعدون لتبادل البيانات بانتظام لتلبية مخاوفهم على أمن سدودهم الأصغر، لكن موقفهم الآن يخدم مصالح طرف ثالث غير مصلحة السودانيين”، دون تسميته.

وتابع قائلًا “على السودان ومصر عدم التمسك بموقفهما لأن الإثيوبيين لا يستطيعون الانتظار إلى ما لا نهاية، ويتوقعون الضوء الأخضر لاستخدام مواردهم”.

وتحدّث عن أن إثيوبيا قدمت مزيدًا من الفرص لمصر والسودان للاستفادة من السد، على الرغم من فشلهما في تقديره.

وتتهم مصر والسودان أديس أبابا باتخاذ قرارات أحادية لا سيما مع إصرار إثيوبي على ملء السد في العامين الماضيين دون تنسيق مع البلدين.

وكان وزير الري المصري محمد عبد العاطي قد قال، الخميس الماضي، إن مصر جاهزة للعودة للمفاوضات على أن يكون لدى إثيوبيا إرادة سياسية مثلما لدى مصر.

ويترأس الاتحاد الأفريقي مفاوضات حل أزمة السد بين مصر وإثيوبيا والسودان التي تعود لنحو عقد، غير أنها مجمدة منذ أشهر بسبب خلافات بشأن الملء والتشغيل، وأزمات داخلية إثيوبية.

وبشأن النزاع الحدودي مع السودان، أشار وزير الدولة للشؤون الخارجية في إثيوبيا إلى أن القوة العسكرية لن تقدم حلًّا دائمًا للصراع الحدودي، وهو ما يتطلب مقترحات حقيقية على الطاولة كما فعلت إثيوبيا.

وتصاعد التوتر بين إثيوبيا والسودان على وقع إعلان الخرطوم في ديسمبر/كانون الأول 2020، سيطرة جيش بلادها على كامل أراضيها في منطقة الفشقة الحدودية، مقابل اتهام أديس أبابا جارها بالسيطرة على أراضٍ إثيوبية، وسط نفي سوداني متكرر.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر