أستاذ بهندسة السدود: أزمة ملء سد النهضة ستتضح في سنوات الجفاف و2022 آخر أعوام الفيضان (فيديو)

أعلنت الحكومة الإثيوبية، أمس الجمعة، الانتهاء رسميا من التعبئة الثالثة لسد النهضة بحجم 14 مليار متر مكعب، ليصل إجمالي المياه خلف السد إلى 22 مليار متر مكعب. وأفادت الحكومة بأن فتح المياه لتتدفق عبر الممر الأوسط لسد النهضة “كان تأكيدًا على إكمال الملء الثالث للسد”.

وقال محمد العروسي عضو مجلس النواب الفدرالي الإثيوبي لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، إن إثيوبيا “لن تُسلم قرارها السيادي لأي طرف خارجي”.

وأوضح أن إثيوبيا سعت لتحقيق اتفاق “ملزم” لكل الأطراف وعملت على تحقيق مصالح الدول الثلاث وهي مصر والسودان وإثيوبيا، وشدد على أن بلاده كانت حريصة على التعاون مع البلدين إلا أن الوضع تعثر بسبب محاولة دول المصب فرض رؤى متناقضة، مؤكدًا أن إثيوبيا تهدف إلى تحقيق الرخاء للدول الثلاث.

أزمة ستكشفها سنوات الجفاف

من ناحية أخرى، أشار محمد حافظ أستاذ هندسة السدود إلى أن أزمة ملء سد النهضة ستتضح أكثر خلال سنوات الجفاف، ولاسيما أن هذا العام هو آخر أعوام الفيضان.

وأوضح أنه خلال سنوات الجفاف القادمة سينخفض معدل المياه في النيل الأزرق إلى 31 مليار متر مكعب، مما يوجد صراعا بين الدول الثلاثة على هذه الكمية المحدودة من الماء.

وأكد على ضرورة وجود اتفاق يلزم الدول الثلاث ويحدد أولية الحصول على المياه وكيفية تقسيمها خلال فترة الجفاف المتوقعة.

ولفت أستاذ هندسة السدود إلى أن تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة سيكون قاصرًا على الاستخدام المحلي، حيث يعد من التوربينات المنخفضة القادرة على توليد 700 ميغاوات في حال عمله بكامل طاقته.

واعتبر أن إثيوبيا قامت بتشغيل التوربين الثاني مدة ساعة واحدة فقط، لأن كمية الطمي القادمة من الفيضان هائلة وقد تؤدي إلى تعطل التوربين إذا استمرار عمله أكثر من ذلك.

وأردف “إثيوبيا نجحت في تنفيذ خطة الملء المستهدف لكنها حتى الآن لم تتسبب في ضرر لدول المصب بسبب ارتفاع مستوى الفيضان”. ولفت إلى أن مصر بدورها قررت فتح مفيض توشكي لخفض منسوب المياه في بحيرة ناصراستعدادا لاستقبال كميات كبيرة من المياه في 20 أغسطس/آب الجاري.

 

“قنبلة مائية”

بدوره، شدد أحمد المفتي العضو المستقيل من اللجنة الدولية لسد النهضة على حالة القلق في السودان بسبب كمية المياه التي خزنتها إثيوبيا حتى الآن والتي تُشكل خطرًا مباشرًا على دول المصب.

واعتبر أن دعوة إثيوبيا مصر والسودان إلى الجلوس مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات أمر “غير مجدٍ” لأنها حصلت على “قنبلة مائية” وأصبحت مسيطرة على الوضع.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أعلن عن اكتمال المرحلة الثالثة من تعبئة المياه في سد النهضة بنجاح، وقال إن السد الذي بدأ في توليد الكهرباء بالتوربين الثاني أمس أنهى المرحلة الثالثة من التعبئة.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنه تم الانتهاء من المرحلة الثالثة من السد بنجاح، وأن المياه بدأت تتدفق فوق السد، مشيرة إلى تجاوز سد النهضة -أكبر مصدر للطاقة في أفريقيا- 600 متر فوق سطح البحر واستمرار مياه السد في تدفقها إلى المجاري.

وأضافت أن أعمال توليد الطاقة التوربينية الثانية لسد النهضة بدأت رسميًّا أمس الخميس، موضحة أن ملء السد تم بنجاح خلال العامين الماضيين.

سد “النهضة” الإثيوبي

ويقع سد النهضة الكبير على بعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود السودانية على النيل الأزرق الذي يربط النيل الأبيض بالخرطوم ليشكل نهر النيل الكبير.

ويبلغ طول السد 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترًا، وأطلقت إثيوبيا المشروع عام 2011 بقيمة 4 مليارات دولار.

وأوصت الأمم المتحدة التي تم اللجوء إليها في 2021 الدول الثلاث بمواصلة محادثاتها التي بدأت برعاية الاتحاد الأفريقي، وهي حاليا في طريق مسدود.

وتعتبر إثيوبيا السد أساسيًّا لتنميتها، في حين تعتبره مصر تهديدًا “وجوديًّا”، ويحذر السودان من “مخاطر كبيرة” له على حياة الملايين من سكانه.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات