الروائية عدنية شبلي للجزيرة مباشر: حرماني من جائزة معرض فرانكفورت محاولة تشويش على الألم الفلسطيني

الكاتبة والورائية الفلسطينية عدنية شبلي

في أعقاب بدء عملية طوفان الأقصى، توالت الإدانات من العالم الغربي ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث وصل صدى الانحياز الصريح مع إسرائيل إلى عالم الثقافة.

تجلى ذلك في إلغاء الجمعية الأدبية الألمانية حفلًا كان من المقرر أن تمنح خلاله جائزة “ليتبروم” للروائية الفلسطينية عدنية شبلي “بسبب الحرب في إسرائيل” وفق ما ذكرت الجمعية، وهو الإلغاء الذي واجه مئات الانتقادات والإدانات عالميًا.

وأكدت عدنية شبلي أن معاناة الفلسطينيين هو ما يستحوذ على اهتمامها الحالي، وقالت في حوارها مع الجزيرة مباشر: “بصدق خالص، كل موضوع الجائزة هو بالنسبة لي قضية تحاول منع التركيز على الألم الحقيقي للناس في فلسطين وما يمرون به”.

إعلان

ورحبت عدنية بالتضامن الثقافي معها بعد إلغاء تكريمها، واعتبرته علامة على أهمية الأدب ورسالته ودوره المحوري في الحياة.

وأردفت “مع ذلك، يُمسني لدرجة عميقة جدًا، كما لم أعهد سابقًا، كل هذا الدعم والتفاف الكثير من القراء والكتاب والمترجمين والمترجمات ودور النشر حولي، ما يعني أن الأدب بالنسبة للكثير هو خط أساسي يرشدنا نحو وجهة النجاة”.

غلاف رواية تفصيل ثانوي

وأعربت الكاتبة الفلسطينية عن أسفها تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، في إشارة إلى أن القطاع المحاصر يحتلّ مكانة خاصّة لديها.

إعلان

وقالت: “في السنوات الماضية قدمت غزة أهم المساهمات الأدبية والفنية، التي تعكس انفتاحًا ذهنيًا وحسيًا لا يملكه كثير منا، إنما نتعلّمه من هؤلاء الكتاب والكاتبات والفنانين والفنانات المنفتحين المبدعين في مناخ من الانغلاق والخنق التي لا يعرفها أي منا، أو يعيرها اهتمامًا فعليًا”.

وكان من المزمع أن تتسلم الكاتبة الفلسطينية الجائزة الأدبية عن روايتها “تفصيل ثانوي” الصادرة (2017)، وتروي قصة فتاة فلسطينية من النقب يغتصبها جنود إسرائيليون بعد عام واحد من النكبة الفلسطينية، بينما تحاول فتاة أخرى بعد نصف قرن البحث عن وقائع الجريمة الأولى.

وحرضت وسائل الإعلام في ألمانيا على إلغاء حفل التكريم في الدورة الـ75 لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وتساءلت صحيفة ألمانية ذات التوجهات اليسارية: “في هذه الأوقات، هل يمكن الاحتفاء برواية تصور إسرائيل كآلة قتل؟!”.

إعلان

وخلال الأيام السابقة، أثار معرض فرانكفورت للكتاب، أحد أكبر معارض الكتب الدولية في عالم النشر، ضجة واسعة في الأوساط الثقافية بعد إعلان انحيازه التام إلى الجانب الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى، مؤكدًا تضامنه الكامل مع دول الاحتلال.

وقال بيان المعرض: “سنعطي الأصوات اليهودية والإسرائيلية مساحة أكبر بشكل خاص”.

وتلا بيان المعرض عشرات الانسحابات، من بينها انسحاب هيئة الشارقة للكتاب، واتحاد الناشرين العرب، واتهم العديد من المؤلفين والناشرين البارزين من جميع أنحاء العالم المعرض الألماني بـ “إسكات” الأصوات الفلسطينية.

إعلان

كما انتقد نحو 1000 كاتب عالمي، من بينهم 3 فائزين بجائزة نوبل، إعلان المعرض تأييده لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة، وأدانوا في رسالة مفتوحة إلى المعرض إلغاء حفل تسليم الجائزة إلى الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي.

واعتبر الموقعون على الرسالة إلغاء حفل عدنية شبلي “إسكاتًا للأصوات الفلسطينية” في حين أنه “يقع على عاتق المعرض مسؤولية خلق مساحات للكتاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم بشأن الأدب في هذه الأوقات الصعبة والقاسية وليس إسكاتهم”.

وفي إعلانها، قالت إدارة جائزة “ليتبروم” إنها اتخذت خطوة تأجيل الجائزة باعتبارها “قرارًا مشتركًا” مع المؤلفة، لكن وكيلة عدنية شبلي الأدبية قالت لصحيفة “الغارديان” إن القرار لم يُتخذ بموافقتها، وإنها كانت تفضل انتهاز فرصة إقامة الحفل للتفكير في دور الأدب الذي يمكن أن يلعبه في هذه الأوقات القاسية والمؤلمة.

ودفعت الانسحابات والانتقادات يورجن بوس مدير معرض فرانكفورت إلى التراجع عن انحيازه الصارخ إلى جانب إسرائيل والإدلاء بتصريح آخر عشية افتتاح المعرض أكد فيه تعاطفه مع الأبرياء في كل من فلسطين وإسرائيل.

يورجن بوس مدير معرض فرانكفورت

وأعرب بوس عن حزنه لسحب بعض العارضين من المنطقة العربية مشاركتهم في دورة المعرض هذا العام، وأضاف: “إننا نتعاطف مع ملايين الأبرياء في فلسطين وإسرائيل وجميع المتضررين من هذه الحرب، ونأمل حقا أن يتم إيجاد سبل لإخراجهم من هذا العنف”.

وخلال كلمته في حفل الافتتاح، ألقى الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك خطابا أدان فيه إلغاء تسليم الجائزة إلى عدنية شبلي، ووصف القرار بأنه “فضيحة” مضيفا “لست فخوراً بكوني هنا بل أشعر كذلك بقليل من الخجل”.

وأدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” إلى استشهاد أكثر من 4700 من بينهم فنانون ومبدعون وصحفيون، مثل الكاتبة هبة أبو ندى الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، والممثل علي نسمان.

المصدر : الجزيرة مباشر