أسامة حمدان يكشف تفاصيل عرض حماس في مفاوضات تبادل الأسرى (فيديو)
كشف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان عن جوهر ما قدمته الحركة في المفاوضات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يتمثل في إنهاء الحرب على قطاع غزة وعودة النازحين والإغاثة الإنسانية وبدء الإعمار.
وأوضح حمدان خلال مقابلة مع الجزيرة مباشر، السبت، أن ما قدمته حماس في عرضها الأخير واقعي بطريقة لا يمكن معها أن يرفضه الاحتلال.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاب فلسطيني يوثق إصابات خطرة في أنحاء جسده ويناشد لعلاجه بالخارج (فيديو)
ديفيد هيرست: إسرائيل في طريقها لهزيمة استراتيجية
فلسطينيون يجمعون البقوليات والأرز من بين الرمال والحصى لإطعام أطفالهم (فيديو)
وقال “قدّمنا تفاصيل محددة في قضية الأسرى وانسحاب الاحتلال في العرض الأخير الذي قدمناه للوسطاء”.
وأشار إلى أن حركة حماس تنتظر رد الاحتلال وموقف الإدارة الأمريكية التي رعت العدوان على غزة.
وبشأن بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ذكر أن حماس ما زالت تتمسك بـ”مطالب وهمية” في المفاوضات، قال حمدان إن الحركة رصدت حالة من التباين في المواقف داخل حكومة الاحتلال إزاء مطالبها في التفاوض، في إشارة إلى أن ما جاء في بيان مكتب نتنياهو لا يعبّر عن الموقف النهائي لحكومة الاحتلال.
والجمعة، كشفت مصادر للجزيرة أن حركة حماس عرضت مقترحا لوقف إطلاق النار على 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما.
واشترطت “حماس” مع بدء المرحلة الثانية إعلان وقف دائم لإطلاق النار قبل أي مبادلة للجنود الأسرى لديها.
ووفقا للمقترح الذي تم تسليمه إلى الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة، عرضت “حماس” مقابل الإفراج عن كل مجندة أسيرة حية، إطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينيا، 30 منهم من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، كما اشترطت انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين لعودة النازحين ومرور المساعدات.
وفي هذا السياق، أكد حمدان أن “حماس” أبلغت كل الأطراف بحرصها على التوصل إلى الاتفاق، لكنها جاهزة بكل قوة للدفاع عن الشعب الفلسطيني في غزة، ولن تستمر في التفاوض من أجل التفاوض فقط.
وبشأن التهديد الإسرائيلي باجتياح رفح قبل نهاية شهر رمضان حال عدم التوصل إلى اتفاق يقضي بتبادل الأسرى، قال حمدان إن نتنياهو “يدرك أن جيشه يصرخ من الألم في غزة”.
وأضاف “الكل يعرف أن الاحتلال لم يحقق أيّا من أهدافه المعلنة في قطاع غزة”.
وأردف حمدان “نتنياهو شخصيا هو من يعطل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
وشدد على أن “حماس” حريصة في كل اتصالاتها مع الوسطاء على منع مواصلة العدوان على قطاع غزة، لكنها تؤكد في الوقت ذاته قدرتها على مواصلة مقاومة العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وبشأن بيان حركة فتح ردا على معارضة حماس وفصائل فلسطينية تكليف الرئيس محمود عباس، محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، قال حمدان إن بيان فتح يقف إلى جانب الاحتلال في روايته ضد المقاومة ولا يستحق الرد.
وأضاف “من حقنا التعليق على تشكيل الحكومة الجديدة لخروجها عن المسار الذي كنا نتفق عليه”.
والجمعة، استنكرت فصائل فلسطينية تكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، في خطوة عَدَّتها تعزيزا لسياسة التفرد وتعميقا للانقسام، متسائلة عن جدوى تغيير حكومة بأخرى ورئيس وزراء بآخر من البيئة السياسية نفسها.
وقالت فصائل “حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية” و”المبادرة الوطنية” في بيان مشترك، إن اتخاذ القرارات الفردية والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، هي تعزيز لسياسة التفرد وتعميق للانقسام.
وأضافت أن ذلك يأتي في لحظة تاريخية فارقة (العدوان على غزة) أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحَّدة، تُحضّر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل الفلسطينية أن “الأولوية الوطنية القصوى الآن هي لمواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وحرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، والتصدي لجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة وخاصة المسجد الأقصى، وللمخاطر الكبيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية وعلى رأسها خطر التهجير الذي لا يزال قائما”.
ورأت أن “هذه الخطوات من الرئيس عباس تدل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته، وهو ما تؤكده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبَّرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات والتوجهات”.
واختتم حمدان التعليق على بيان فتح بالقول “المقاومة ليست مقامرة أو مغامرة بل عمل محسوب له تداعياته”.
وأشار إلى أن “الانفجار في وجه الاحتلال كان قادما لا محالة، والمقاومة هي الحل لتحرير الأراضي الفلسطينية”. وأضاف “الاحتلال هو من قرر تجويع أهالي غزة منذ أكثر من 17 عاما، والمقاومة تعاني ما يعانيه الشعب الفلسطيني”.