إطلاق صواريخ من العراق باتجاه قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا

قافلة من المركبات العسكرية الأمريكية بالقرب من قاعدة للتحالف الدولي في شمال شرق سوريا (غيتي - أرشيفية)

تعرضت قاعدة عسكرية تنتشر فيها القوات الأمريكية في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، لقصف بطائرة انتحارية مسيرة وصواريخ مجهولة المصدر، في أول هجوم كبير ضد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، بعد أسابيع عدة من الهدوء.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية، وهي جهة رسمية مسؤولة عن نشر المعلومات الأمنية، في بيان إن القوات العراقية “شرعت بعملية بحث وتفتيش واسعة عن عناصر خارجة عن القانون استهدفت قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية، وما زالت تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم، مؤكدة عثورها على العجلة التي انطلقت منها الصواريخ وأنها قامت بحرقها”.

وقالت كتائب حزب الله في العراق إن الفصائل المسلحة العراقية قررت استئناف الهجمات على القوات الأمريكية في البلاد نتيجة عدم إحراز تقدم يذكر في المحادثات الرامية إلى خروج القوات الأمريكية خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، قولهم إن “القصف استهداف قاعدة مطار خراب الجير في منطقة اليعربية، حيث تتمركز القوات الأمريكية، بطائرات مسيرة وصواريخ”.

وقال مصدران أمنيان عراقيان لرويترز إن 5 صواريخ على الأقل أطلقت من بلدة زمار العراقية باتجاه قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرق سوريا.

وأضاف المصدران الأمنيان وضابط كبير بالجيش لرويترز أن شاحنة صغيرة تحمل منصة إطلاق صواريخ على ظهرها كانت متوقفة في بلدة زمار على الحدود مع سوريا.

وذكر المسؤول العسكري أن الشاحنة اشتعلت فيها النيران نتيجة انفجار صواريخ لم تطلق فيما كانت طائرات حربية تحلق في السماء.

وأكد الضابط “نحن على اتصال مع قوات التحالف في العراق لتبادل المعلومات بشأن هذا الهجوم”.

وأضاف المسؤول العسكري – الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر- “لا نستطيع الجزم بأن الشاحنة قد تم قصفها من قبل الطائرات الأمريكية ما لم نحقق في الحادث”.

وقال مسؤول أمني متمركز في بلدة زمار لرويترز إن قوات الأمن العراقية انتشرت في المنطقة وبدأت عملية بحث عن الجناة الذين فروا من المنطقة بسيارة أخرى.

وفي وقت سابق، قالت “المقاومة الإسلامية في العراق” إنها هاجمت بالطائرات المسيرة هدفا حيويا في الجولان المحتل.

وهذا أول هجوم على القوات الأمريكية، منذ أوائل فبراير/ شباط الماضي، عندما أوقفت جماعات مسلحة في العراق هجماتها على العسكريين الأمريكيين.

وخلال الشتاء نفذت فصائل مسلحة عشرات عمليات الإطلاق الصاروخية والضربات بطائرات بلا طيار ضد القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط.

وكانت “المقاومة الإسلامية في العراق” قد أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات ضد الجنود الأميركيين التابعين للتحالف، والتي كانت نُفّذت بشكل أساسي – بين منتصف أكتوبر/تشرين أول وأوائل فبراير/شباط الماضي- وأعلنت في أكثر من مناسبة أن ذلك يأتي تضامنا منها مع الفلسطينيين، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أسفر هجوم بطائرة من دون طيار عن مقتل 3 جنود أمريكيين في وسط الصحراء الأردنية على الحدود السورية. وردا على ذلك، نفذت واشنطن غارات عدة في العراق وسوريا ضد هذه الجماعات المسلحة.

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويأتي إطلاق الصواريخ ليل الأحد وسط أجواء إقليمية شديدة التوتر، تغذيها الحرب الإسرائيلية على غزة والتوترات بين إيران إسرائيل.

وفجر السبت، أسفر “انفجار وحريق” داخل قاعدة عسكرية في العراق عن سقوط قتيل و8 جرحى، وفق ما أعلنت السلطات، بينما تحدث مسؤولون أمنيون عن “قصف” استهدف الموقع الذي يضم قوّات من الجيش العراقي والحشد الشعبي.

ونفت القيادة العسكريّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) أي مسؤولية لها عن “الانفجار” الذي وقع السبت.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات